"الأونروا": انهيار صحي شامل في غزة وسط مجاعة وأمراض قاتلة
"الأونروا": انهيار صحي شامل في غزة وسط مجاعة وأمراض قاتلة
وصف المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الشرق الأوسط، المسؤول الإغاثي عدنان أبو حسنة، الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "منهار تمامًا"، مشيرًا إلى أن ما تبقى من المستشفيات في القطاع –وعددها سبعة فقط– لم يعد يؤدي دور المستشفى، بل تحوّل إلى مجرد عيادات أولية تفتقر لأدنى الإمكانات.
وأوضح أبو حسنة، في مقابلة متلفزة عبر قناة «TEN» المصرية، اليوم الأحد، أن الفرق الطبية العاملة في القطاع تعاني من إرهاق شديد، إلى جانب الجوع ونقص الغذاء، ما يزيد من تدهور قدرتهم على الاستجابة للحالات الحرجة.
وكشف أبو حسنة أن المواد الغذائية لم تعد متوفرة في غزة، وأن نسبة انعدام الأمن الغذائي وصلت إلى 100%، أي إن جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، يعيشون دون تأمين غذائي حقيقي.
وأشار إلى أن من بينهم نحو 200 ألف طفل يعانون من درجات متوسطة وشديدة من سوء التغذية، مضيفًا أن بعضهم وصل إلى "المرحلة الخامسة"، وهي المرحلة الأشد التي تسبق الوفاة أو تؤدي إلى تشوهات جسدية دائمة.
تلوث المياه وانهيار المناعة
أفاد أبو حسنة بأن مياه الشرب في غزة أصبحت شبه ملوثة بالكامل، محذرًا من أن ذلك يعرض مئات الآلاف من المرضى لمضاعفات خطِرة، خاصة مع انهيار المناعة الذاتية لدى السكان، إذ لم تعد أجسامهم قادرة على مقاومة أبسط الأمراض، نتيجة الجوع والإرهاق وسوء التغذية.
ونوّه إلى أن هناك نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، بما في ذلك الفيتامينات الأساسية، ما يفاقم الأزمة ويجعل حالات سوء التغذية أكثر فتكًا، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.
وأوضح أبو حسنة أن الأونروا تواصل تقديم خدماتها الأساسية في مراكز الإيواء، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية وتوفير المياه، إلا أن توزيع المواد الغذائية لم يعد ممكنًا، بعد أن أوكلت سلطات الاحتلال هذه المهمة لجهات أخرى، شهدت عمليات توزيعها مجزرة راح ضحيتها أكثر من 1000 فلسطيني خلال محاولتهم الحصول على الطعام.
وأكد أن استمرار هذا الوضع ينذر بـ"تسونامي إنساني"، سيكون له أثر كارثي في مستقبل الجيل الجديد بغزة، خاصة الأطفال الذين يشكلون نصف سكان القطاع.
مجاعة تُزهق الأرواح
سجلت المنظمات الحقوقية استشهاد ما لا يقل عن 127 فلسطينيًا نتيجة الجوع، بحسب تقرير "المرصد الأورومتوسطي"، فيما بلغ عدد كبار السن الذين قضوا بسبب المجاعة أكثر من 1200 شخص، ما يبرز حجم المأساة الإنسانية التي تتصاعد مع كل يوم من الحصار المفروض على القطاع.
وبدأت المأساة في أكتوبر 2023، عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تسببت في دمار واسع النطاق في البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الإمداد الغذائي.
ومنذ ذلك الوقت، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على القطاع، ما أدى إلى توقف دخول المواد الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية، وجعل غزة تتحول إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.